المعنى العام.
إذا حدّدنا معنى الفلسفة بوجه عام يجدر بنا أن نميّز في هذا الوجود بين الحيوان والإنسان، لأنّ هذا الأخير يستطيع وبإمكانه أن يتعرّف على الوسط الذي يعيش فيه والإنسان أيضا يستطيع أن يفعل ذلك بدوره، لكن الإختلاف يكمن في كون الأول يتعرّف على هذا الوسط عن طريق حاجياته البيولوجية، أمّا الثاني فيتعرّف عليه عن طريق الخاصية الجوهرية التي تميّزه وهي العقل، ولذلك لا يمكن للحيوان أن يكوّن رأيا حول المحيط الذي يعيش فيه، بينما الإنسان بإمكانه تكوين رأي حول وجوده بواسطة إستعمال عقله عن طريق التفكير والتأمّل، والتعبير عن ذلك من خلال التساؤلات التي يطرحها حول ظواهر الكون، أي أنّه يتساءل حول أصل الأشياء وحقيقتها وعلاقتها ببعضها البعض، فإذا تساءل عن أصل الشيء ( ما أصل الشيء؟)، وعن حقيقة الشيء ( ما حقيقة الشيء؟) وعن علاقات الأشياء ( ما علاقة الشيء بباقي الأشياء؟) قلنا أنّه يتفلسف. وعلى هذا الأساس يمكن القول بأنّ الفلسفة تفكير تأمّلي يحاول الرد على مثل هذه الأسئلة.